تعنى هذه الورقة بحرية اللباس كإشكالية تثير الكثير من الجدل. فقد عرفت مجموعة من المدن حوادث تحرش بنساء في الشارع العام، آخرها ما وقع بمدينة طنجة حيث اعتدى شاب على فتاة بتصوير لباسها وبث صورها وشريط الاعتداء على مواقع التواصل الاجتماعي. حظيت هذه الواقعة باهتمام الفاعلين المدنيين، والجمعويين، والحقوقيين. في هذا السياق، وتهدف هذه الورقة إلى الوقوف على ما يعكسه الواقع الاجتماعي المغربي من مفارقات ، خاصة بين سلوكات تعكس الحريات الفردية وحرية اللباس تحديدا، وما يتم الإعلان عنه كمواقف وآراء تعلي من شأن ضرورة احترام الحريات الفردية. وسنحاول رصد هذه المفارقات من خلال اعتمادنا على بعض معطيات البحث الميداني لمؤسسة منصات الذي أجريناه في سياق بحث كمي عبر استمارة ضمت 103 سؤالا وعينة تشمل 1311 فردا موزعين على مختلف جهات المغرب على أن نقوم بتحليل المعطيات الخاصة بالأسئلة المتعلقة بتمثل الحرية بصفة عامة وتمثل حرية اللباس بصفة خاصة.